ما بين الفقر وتغوّل السلطة

أحدث المنشورات

الخبز المؤجّل: حين يتحوّل الصبر إلى سياسة
bread
الخبز المؤجّل: حين يتحوّل الصبر إلى سياسة
هذا ليس نصّا سياسّيّا، إنما هو محاولة لفهم كيف تتحوّل المعيشة إلى معنى، وكيف يُدار الصبر بوصفه لغة الحياة....
التفاصيل
الطبقية الوظيفية في سوريا... رواتب تُقسّم لا توحّد
classified
الطبقية الوظيفية في سوريا... رواتب تُقسّم لا توحّد
لم يكن الصحفي المقرّب من سلطة الأمر الواقع يدرك أن جملته العابرة خلال ظهوره على شاشة “الإخبارية السورية”...
التفاصيل
تفكيك الرعب: الدوام السريّ للسوريّ في شركة الخوف
terror
تفكيك الرعب: الدوام السريّ للسوريّ في شركة الخوف
لا يبدأ السوريّ يومه بقهوة، أو نشرة أخبار، أو الاستماع إلى فيروز، وإنما بتفحّص غير واع لمستوى الخوف المحيط...
التفاصيل
صرخة من وراء القضبان: آلاف المجندين السوريين بين الاعتقال والإخفاء القسري
prison
صرخة من وراء القضبان: آلاف المجندين السوريين بين الاعتقال والإخفاء القسري
في عمق السجون السورية تختنق أصوات آلاف المعتقلين، بعيدًا عن ضوء الشمس ودفء الحياة. أصواتٌ غُيّبت قسرًا...
التفاصيل
بيان صادر عن لجنة الأسرة والمجتمع في الكتلة الوطنية السورية
BAYAN
بيان صادر عن لجنة الأسرة والمجتمع في الكتلة الوطنية السورية
بيان صادر عن لجنة الأسرة والمجتمع في الكتلة الوطنية السورية حول نتائجَ ما سُمِّيَ «لجنة التحقيق في حالات...
التفاصيل

التصنيفات

كلمات مفتاحية

شعب محاصر بالأزمات

يعيش السوريون، الغنيّ منهم والفقير، في دوّامةٍ قاسيةٍ طحنت سنواتُ الصراع مقوّماتِ الحياة الأساسية فيها. فالأرقام لم تعد مجرّد إحصاءات، بل تحوّلت إلى صرخةٍ مدوّية تُعلن عن مأساةٍ ضاقت بها خارطة الوطن؛ إذ إنّ أكثر من 90% من السكان يعيشون على خط الفقر، وفق تقارير منظمة الأمم المتحدة، في مشهدٍ يعكس تداعيات الصراعات الدولية والإقليمية التي جعلت من سورية ساحةً لتصفية حسابات الآخرين.

الراتب الشهري يُستنزَف بلقمةٍ قد لا يطالها الكثير من الأسر السورية

تحوّلت الحياة اليومية إلى معادلةٍ مستحيلة، تجمّد فيها متوسّط الراتب الشهري عند حدود 900 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ لا يكفي إلا لسدّ جزءٍ بسيط من الحاجات الأساسية ولعدة أيام فقط.

استفاق السوريون على نشرات أسعارٍ ملتهبة للسلع التي تشكّل عماد حياتهم اليومية؛ فبلغ سعر ربطة الخبز ستة آلاف ليرة، وقفز ليتر المازوت إلى أكثر من أحد عشر ألفاً، والبنزين إلى أكثر من اثني عشر ألفاً، بينما حلّقت أسطوانة الغاز المنزلي إلى مئةٍ وخمسين ألف ليرة سورية. ووفق هذه المعطيات، تصل تكلفة المعيشة لعائلةٍ مكوّنةٍ من خمسة أفراد إلى أكثر من تسعة ملايين ليرة شهرياً، في ظل انهيارٍ متسارعٍ يرافقه تفشٍّ مرعبٌ للبطالة، حيث يعيش معظم السوريين بلا وظائفٍ أو دخلٍ مضمون.

فساد ينهش… وخدمات غير مرئية

لا تتوقف المعاناة عند حدود الجوع، فالبنية التحتية منهارة، والكهرباء تحوّلت إلى حلمٍ بعيد، والرعاية الصحية شبه معدومة. وفي ظلّ انعدام الأمن، تُفرَض “أتاوات” على التجار وأصحاب الأعمال مقابل “حمايةٍ وهمية” من الخطف أو الإغلاق أو حتى القتل.

أصبح الفساد هو القانون السائد، والوظائف تُمنح على أساس الولاءات الطائفية والفصائلية لا على أساس الكفاءة. مئات الآلاف من الموظفين تمّ فصلهم بسبب انتماءاتٍ مزعومة، ما وسّع دائرة اليأس والفقر وأغلق أبواب الأمل أمام جيلٍ كامل.

مستقبل مظلم وحلّ دولي مُغيَّب

لم تعد سورية سوى بقايا جثةٍ هامدةٍ على مائدة الصراعات الدولية؛ مواردها تُستنزَف، وأراضيها مقسّمة، وشعبها يُترَك لمواجهة الجوع واليأس منفرداً.

المجتمع الدولي مدعوٌّ إلى إدراك أنّ استمرار هذا الانهيار لا يعني تدمير سورية فحسب، بل هو زرع لكوارث إنسانية ستطال المنطقة بأكملها عاجلاً أم آجلاً.

 

عضو الكتلة الوطنية السورية

رضوان المقداد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top