دور الثقافة في بناء الهويّة الوطنية-المواطنية الجامعة

أحدث المنشورات

الخبز المؤجّل: حين يتحوّل الصبر إلى سياسة
bread
الخبز المؤجّل: حين يتحوّل الصبر إلى سياسة
هذا ليس نصّا سياسّيّا، إنما هو محاولة لفهم كيف تتحوّل المعيشة إلى معنى، وكيف يُدار الصبر بوصفه لغة الحياة....
التفاصيل
الطبقية الوظيفية في سوريا... رواتب تُقسّم لا توحّد
classified
الطبقية الوظيفية في سوريا... رواتب تُقسّم لا توحّد
لم يكن الصحفي المقرّب من سلطة الأمر الواقع يدرك أن جملته العابرة خلال ظهوره على شاشة “الإخبارية السورية”...
التفاصيل
تفكيك الرعب: الدوام السريّ للسوريّ في شركة الخوف
terror
تفكيك الرعب: الدوام السريّ للسوريّ في شركة الخوف
لا يبدأ السوريّ يومه بقهوة، أو نشرة أخبار، أو الاستماع إلى فيروز، وإنما بتفحّص غير واع لمستوى الخوف المحيط...
التفاصيل
صرخة من وراء القضبان: آلاف المجندين السوريين بين الاعتقال والإخفاء القسري
prison
صرخة من وراء القضبان: آلاف المجندين السوريين بين الاعتقال والإخفاء القسري
في عمق السجون السورية تختنق أصوات آلاف المعتقلين، بعيدًا عن ضوء الشمس ودفء الحياة. أصواتٌ غُيّبت قسرًا...
التفاصيل
بيان صادر عن لجنة الأسرة والمجتمع في الكتلة الوطنية السورية
BAYAN
بيان صادر عن لجنة الأسرة والمجتمع في الكتلة الوطنية السورية
بيان صادر عن لجنة الأسرة والمجتمع في الكتلة الوطنية السورية حول نتائجَ ما سُمِّيَ «لجنة التحقيق في حالات...
التفاصيل

التصنيفات

كلمات مفتاحية

مقدمة

تصنع الثقافة هويّة الفرد والمجتمع وهي تحدّد مستقبلهما. كما أنها تمثّل موروثاً تاريخياً وحضارياً في بقعة جغرافية محدّدة.

تؤثّر الثقافة في التقدم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. لذلك، فهي تستطيع أن تلعب دوراً أساسياً في بناء الهويّة الوطنية الجامعة.

تتمثّل الثقافة في الآثار والعمارة والآداب والفنون بكافة أنواعها، فترسّخ في بلد ما، تراثه المادي (المتاحف، الكنوز والمقتنيات الأثرية…) واللا مادي (العادات والتقاليد والسلوكيات الاجتماعية، والمعتقدات، واللغات وما تحمله من دلالات…).

تميّز الشعب في سورية، في منطقة شرق المتوسّط، عبرَ العصور المختلفة، منذ اثنتي عشرة ألف سنة قبل الميلاد، وإلى اليوم، بوجوده في منطقة مفتوحة على الهجرات في كل الاتجاهات، وعلى تقبّل التنوّع، وعلى ازدهار الحضارات المختلفة على أرضها. سورية، بل بلاد الشام، المتواصلة جغرافياً وروحياً وثقافياً، شكّلتْ، على مدى التاريخ، مما قبل الميلاد، وصولاً إلى القرن الحادي والعشرين للميلاد، قلباً نابضاً بالحياة والتنوّع والتطوّر.

ذات يوم، قال مدير متحف اللوفر في باريس: “لكلّ إنسان متحضّر وطنان: وطنه الذي وُلِد وعاش فيه وسورية”[1].

سورية هي مهد الحضارة التي نشأ منها الفكر والأبجدية والفلسفة، وتالياً، المعتقدات. فالحضارة في سورية كما في بلاد الرافدين قدّست الأم الكبرى “عشتار”، 12000 سنة قبل الميلاد: الأم الكبرى هي أصل الأشياء كلّها، ومنها نشأت في العالم السوري القديم معتقدات لتفسير القوة الكامنة في ما وراء الطبيعة.[2]

الثقافة

يُعرّف قاموس لاروس الفرنسي الثقافة، بما يلي: “الثقافة هي مجموعة النظم الاجتماعية والمظاهر الفنية والدينية والفكرية التي تتميّز بها وتُحَدَّد بها جماعة ما أو مجتمع ما، بالنسبة لجماعة أخرى أو لمجتمع آخر”.

تُعتَبَر الثقافة السورية، أو الثقافات السورية، مجموعة من الصفات المميّزة، روحياً ومادياً وفكرياً وعاطفياً للمجتمع، أو لجماعة فيه. وهي تضمّ، إضافة إلى الفنون السورية المتنوّعة، من فن تشكيلي قديم ومعاصر، وفنون مسرحية وسينمائية، اللغات المتنوّعة ضمن سورية والآداب والعلوم والقوانين وأساليب الحياة والعادات والتقاليد والأعراف والعقائد. وتتطوّر الثقافة، كمخزون للإنسان السوري، مع مرور الزمن، ومع التأثير المتبادل بين الثقافات. وهذا التأثير المتبادل كان شديد الوضوح في سورية، بل في بلاد الشام، نتيجة الموقع الجغرافي الذي تتحلّى به هذه المنطقة وسط القارات الخمس، ووسط العالم.

على سبيل المثال لا الحصر، وجد علماء الآثار في رأس شمرا، في مملكة أوغاريت، من الألف الثاني قبل الميلاد، أول أبجدية مكتملة في العالم، إذ إنها احتوت على ثلاثين حرفاً؛ كما وجدوا فيها أول مدوّنة موسيقية كذلك، حوالى 1500 قبل الميلاد، وقد استطاع الفنانون نقلها موسيقياً، واستمعنا إلى عذوبة موسيقاها.

من الممالك التي بنت الحضارة السورية، مملكة ماري، قرب البوكمال، التي تزامنت مع مملكة أوغاريت، ومملكة إيبلا، في تل مرديخ، (3000 – 2300) قبل الميلاد، وهي قد اشتُهِرَت بالمكتبة المَلَكية التي ضمّت رُقُماً مسمارية، وكان لاكتشافها وقع عالمي هام.

وبيّنت آثار تلك الممالك مستوىً راقياً من الثقافة بفنونها ومنحوتاتها ومبانيها وأبجديتها وموسيقاها ومعتقداتها الدينية التوحيدية، والتي سُمّيَتْ خطأ بالوثنية، نتيجة بعض الترجمات الخاطئة للمستشرقين، الذين اعتقدوا أن الشخصيات التي كان السوريون القدماء يطلبون شفاعتها، هم آلهة… في الحقيقة، هم بمثابة القديسين والأولياء الصالحين في الديانات السماوية[3].

تراكمت الحضارات في بلاد الشام وأنتجت الفنون بأنواعها والآداب والمعتقدات، ونشرت ثقافاتها ومعتقداتها المتنوّعة في العالم، فقصة تموز وعشتار، أضحت إيزيس وأوزوريس في مصر القديمة مثلاً… وكان لها الأثر الواضح في الديانة المسيحية.

“من الألف السابع حتى منتصف الألف الأول قبل الميلاد، خرج مجتمعنا بنفسه إلى العالم لا بجيشه. خروج مجتمعنا بنفسه إلى العالم، من دون جيوش، هو ما أدّى إلى انتشار الحضارة في القارّات الثلاث، وارتقائها وديمومتها”.[4]

ونتيجة لتلك الثقافات المتنوّعة في بلاد الشام، ونتيجة لموقعها الجغرافي، تعدّدت اللغات فيها وتطوّرت، مع كلّ الهجرات والاستيطان بأنواعه الذي جرى فيها على مرّ العصور. وتبادلت اللغات في ما بينها الأثر والتأثير، فدخلت مفردات كثيرة من السريانية، مثلاً، في اللغة العربية، التي تقبّلت الدخيل من دون أي تعصّب رافض، كذلك من الكردية والتركية والفارسية، والعكس صحيح.

واللغات، وهي متنوّعة في سورية، من آرامية (لغة السيد المسيح) وسريانية وعربية وكردية وتركمانية وشركسية وأرمنية وعبرية، هي حاملة المعرفة الثقافية، كأداة للثقافة: وبمساعدة اللغات، ومن خلالها، نصبح على دراية بالكون وبأنفسنا. فاللغات تسمح للإنسان بتحقيق الانفتاح على ثقافات أخرى متنوّعة، من خلال لغته الأم، إذ إنّ كل فرد يفكّر بعناصر اللغة، لفهم نفسه وفهم العالم.

وبقدر ما ترتبط اللغات بثقافة جماعة ما ونظرتها للعالم، فإنها تشكّل عنصراً أساسياً في هوية تلك الجماعة، لأنها تحدّد كيفية فهم الجماعة لنفسها وللعالم ولمكانتها في هذا العالم. وللمؤسسات التعليمية الدور الهام والأساسي في تسليط الضوء على تعليم اللغات المرتبطة بشكل وثيق بالثقافة السورية القائمة على التنوّع، ما يعزّز التسامح في نفوس الأطفال منذ الصغر.

 الهويّة!

القبيلة والاثنية والدولة والدين، كلها كانت عوامل فبركة وإنتاج لهويّات امتلكت قوة الوجود على اختلاف الامتداد في الزمان والمكان. ولا يمكن الحديث عنها باعتبارها أنماطاً صافية للجماعات البشرية. فالهويّة أيضاً، سيرورة، وتالياً أزمات. تتكوّن الهويّة عبر أزمات وليس العكس، كونها حركة تتكوّن عبر الأزمات. وتالياً، ورغم أن أساسها المفهوميّ قائم على الثبات، فهي في تغيّر دائم، سريع أو بطيء، بعوامل ذاتية أو خارجية، لا يهمّ، المهمّ أن عمق أي شعور بالهويّة قضية نسبية في المطلق. وفكرة الجمود في الهويّة، التي قادت لمواجهات غير مجدية ومواجهات نظرية وسياسية بين الحرّية والهويّة، المواطنة والانتماء، الـ نحن والآخر، هي ابنة أحكام مسبقة وثنائيات تحتضر لم يعد لها من معنى إلا لتفسير واقع إيديولوجي نمطي صنعه المثقّف والسياسي[5].

لم يكن الرعيل السوري الأول ابن ما سمّي بالنهضة وحسب، بل ابن الهويّة الأكبر التي تسمح بالإطلال على العالم والعيش بالبعد الإنساني، أو على الأقل الكوني. هذا الرعيل أسّس لحركة وطنية دينها العلم تعتبر معركتها في اللحمة الوطنية، أي قبول مكوّنات المجتمع السياسي كافة تحت مظلّة “الدين لله والوطن للجميع”. وبرنامجها في فتح المدارس والمعاهد العليا وتعليم الناس ومكافحة الهيمنة الخارجية، لم يحمّل جيل الاستقلال مكارم جيل النهضة، حين جعل من الدولة الوطنية المفصّلة على مقاس مستعمريها دولة تدخّلية في مواجهة مفتوحة مع المجتمع، وتالياً، جعلها في موقع مُعادٍ، بالضرورة، للأمة. حين لم يعد بالإمكان تحقيق الشرعية السياسية من تحت، صار بإمكان التجمّعات الحاكمة الجديدة الذهاب بعيداً في فرض تصوّرها مع قناعة واعية أو غير واعية، تعتبر الوصول إلى السلطة يسمح لها بإعادة فبركة الهويّة السياسية للناس على نموذجها المسخ…

الهويّة الوطنية

الهويّة الوطنية هي شعور خاص بكلّ فرد في انتمائه إلى وطنه: في هذا الشعور، ثمة دمج هويّاتي بين نقاط مشتركة للناس في الوطن، تأخذ شكل الرمز، وتقوم الدولة على طبع الأفراد بها منذ صغرهم، في المدرسة وفي الإعلام. لذلك، تلعب الثقافة دوراً هاماً في تشكيل هويّة الفرد والمجتمع، ففيها المشترك بين أفراده، وتكوّن صورة واضحة للفرد ضمن مجتمعه، وهي ما تميّزه عن الفرد في مجتمعات أخرى. ومن المفترَض في الثقافة أو مجموعة الثقافات في مجتمع ما، توحيد الناس على الاعتزاز بوطنهم وبالانتماء له ولبعضهم بعضاً، وتعطي للشعب ما يميّزه عن الشعوب الأخرى.

الهويّة الوطنية، كذلك، معيار مرجعي يهدف إلى تعزيز القيم والثقافة، وتُعتبَر الأُسرة هي الحاضنة الأولى لتربية الطفل عليها، فيتعلّم الطفل منذ صغره الولاء لبلده ومسؤوليته تجاه المجتمع والوطن، لذلك، فالأُسرة تلعب دوراً أساسياً في بناء الوعي الوطني وتعزيز الانتماء للوطن والمجتمع.

كما تشكّل عناصر الهويّة الوطنية مجالاً يضمن الإبداع عند الناس والتعاضد في ما بينهم، فالهويّة ملاذ آمن من التشرذم والضياع وعنصر اطمئنان. وفي مختلف التجارب البشرية المعاصرة، تعمل المواطنة المتساوية على تعزيز الشعور بالهويّة الوطنية وبالانتماء للوطن.

العناصر الأساسية للهويّة الوطنية: الآباء المؤسسون، التاريخ، الأبطال، الذاكرة الجمعية، الرموز الوطنية، كالعَلَم والنشيد الوطني، اللغات، الفولكلور، الصروح…

إنّ غرس القيم الوطنية في الأجيال الناشئة من خلال المناهج الدراسية والأنشطة اللا صفية، من خلال معرفة تاريخهم وإنجازات وطنهم والتضحيات التي قدّمها الآباء المؤسّسون، كل ذلك قدوة للأجيال الناشئة[6].

تختلف أهمية الهويّة الثقافية باختلاف المهام المطلوب إنجازها والأهداف المطلوب تحقيقها: فهي تحتلّ مكانة هامّة في التحرّر الوطني، لأنّ أحد الأسباب الأساسية للمطالبة بالسيادة الوطنية هي القدرة على العيش والتطوّر وفقاً للقيم الوطنية.

ويرتبط شعور الانتماء إلى الوطن، بالجنسية والاثنية والدين، والعادات والتقاليد والفئة الاجتماعية التي لها ثقافتها الخاصة، وهذا ما يجعله يساعد في تعريف الأفراد كجزء من كيان أكبر، يساهم في المزج بين العناصر الثقافية والقيم الوطنية والاجتماعية، لربط الفرد بهذا الوطن. وتغرس هذه القيم شعوراً بالهويّة المتجذّرة في التراث الثقافي، وتُشكّل تصوّر المواطنين لذواتهم وعلاقاتهم مع الآخرين.

تُسهم الثقافة بفعّالية في السياسات والاستراتيجيات والبرامج التي تُعنى بالإدماج الاجتماعي والتنمية الاقتصادية، والاستدامة البيئية، والوئام والسلام والأمن. فهي محرّك ومُيسِّر للتنمية المستدامة.

تُشكّل الثقافة سلوكياتنا وخياراتنا ورؤيتنا للعالم وهويّتنا. على سبيل المثال، يمكن للأعراف الاجتماعية النابعة من الثقافة أن تؤثّر على طريقة لباسنا، وسلوكنا في المجتمع، وحتى على خياراتنا المهنية.

أمثلة على إمكانية المساهمة في التحفيز الثقافي للهويّة الوطنية الجامعة

  • زراعة الورود والشجيرات في حديقة المدرسة والحدائق العامة، وتسمية كل شجيرة أو وردة باسم الفتى أو الفتاة من مختلف المحافظات، الموجودين في المدن والأرياف؛ بذلك يستطيعان الاهتمام معاً بهذا الغراس والتشجير، والمشاركة في تعبيد الطرق وبرامج حماية البيئة. هدف العمل، تقريب الطلاب من المحافظات المختلفة إلى بعضهم بعضاً، وتنمية شعور الوحدة لديهم، حتى وإنْ كان مكان عيشهم مختلفاً عن مسقط رؤوسهم: فسورية واحدة.
  • ترتيب المدارس قبل موعد العام الدراسي الجديد: تقوم الشبيبة بالرسم على جدران المدرسة لتكون أجمل وموحية بالفرح، وفي هذا تشجيع لحسّ الانتماء إلى المدرسة.
  • التواصل مع المغتربين الوطنيين لتأمين تمويل للشباب، من مختلف المناطق والمشارب والانتماءات في سورية، من أجل المساهمة في ترميم الأماكن المهدّمة والمتضرّرة، من مدارس ومن أماكن أثرية، بإشراف مختصّين بالآثار وبالترميم، مع شرحٍ لأهمية هذا النشاط المدني المواطني وأهمية هذه الآثار في ثقافتنا المشتركة. ومن المفترض أن يقارب هذا النشاط بين الشبيبة في سورية.
  • تدريب النسوة والشباب على إنتاج أعمال فنيّة راقية: تطريز وخياطة الأغطية واللوحات الفنية من تدوير فضلات الأقمشة والألبسة القديمة لدى العائلة؛ ورشات مسرحية ورسم مع الاستماع للموسيقى، بإشراف فنانين مسرحيين وتشكيليين.
  • ورشات طبخ وحلويات بأنواعها كافّة (أفران صغيرة لصنع خبز الصاج والخبز المشروح والكماجة)، ومأكولات بيتية، كالمكدوس والألبان والأجبان: (إنتاج مؤونة للبيت السوري).
  • مشروع تعليب الأعشاب طبية، بشكل نظيف وبشروط صحية جيدة، ومشروع تربية دودة القز (مشروع موسمي رابح، ربيعي وخريفي)، وعرض هذه المنتجات الفنيّة في معارض مستمرّة، من أجل بيع هذه الأعمال ليعود ريعها إلى الأفراد العاملين، وتسويقها.

الخاتمة

مشاعر الانتماء من خلال عبارة “لنعش معاً”، تُستخدم غالباً عند المطالبة باحترام وجود ما اصطُلِحَ على تسميته “بالأقليات”. ولكنْ، من أجل العيش معاً، علينا تحديد العناصر المشتركة، وهو ما يُدعى بـِ “مجتمع المصير”، أو “بناء المواطنة الكاملة والجامعة”، أي ما يمنح الوطن هويّته عبر المساواة الكاملة بين أبنائه.

تقوم تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن على تشجيع المشاركة المجتمعية الفعّالة، وتعزيز الوحدة الوطنية، وتعميق الشعور بالانتماء إلى الهويّة الوطنية-المواطنية، ومحاربة الأفكار الهدّامة التي تسعى إلى تقويض الشعور بالانتماء إلى وطن واحد يقبل التنوّع والاختلاف.
يكمن مفهوم المواطنة في مجموعة القيم، ومنها الانتماء والمشاركة الفعّالة والديمقراطية والتسامح والعدالة والحرية، وهي تؤثّر على شخصية الفرد فتجعله أكثر إيجابية في إدراك حقوقه الكاملة والمتساوية، وواجباته نحو وطنه الذي يعيش فيه ونحو الشعب الذي ينتمي إليه: فالتعامل الإيجابي والحرّ مع التعدّدية الثقافية يؤدّي إلى العيش بسلام ضمن مجتمع ما: الغِنى والتنوّع وتحقيق المواطنة المتساوية والكاملة، كل ذلك يُعتَبَر من أولويات العيش المشترك وقبول الاختلاف. إذ تحتاج التعدّدية الثقافية إلى احترام التنوّع من منظور المواطنة. ويعزّز التعاطي مع الثقافات المتنوّعة من مفهوم العيش المشترك والتسامح وقبول الاختلاف ضمن الوطن الواحد.

 

[1] يبدو أنّ علماء آثار عدّة هم من ردّدوا هذه المقولة، منهم جان شارل غابرييل فيرولو (1879 – 1968) وهو قارئ النصوص المسمارية الأوغاريتية، إضافة إلى أندريه بارو (1901 – 1980)، الذي عمل على حماية مدينة ماري وترميمها.

[2] الأطرش، ريم منصور، إلى آخر الزمان: منصور وهند، حب في مشوار حياة: رواية، دمشق، دار تساؤلات، 2014، ص 268.

[3]  كنعان، جورجي، الأصولية المسيحية في نصف الكرة الغربي، بيروت، بيسان، 1995.

[4]  الأشقر، يوسف، “سمات الحضارة الغربية”، في، جريدة الديار اللبنانية، 14 أكتوبر 2025.

[5]  منّاع، هيثم، أبحاث نقدية في حقوق الإنسان، صناعة الهوّية، دار الأهالي، دمشق، 2005، ص 18 وما بعدها.

[6] “مقاربة لبعض مشاكل التعليم: اقتراحات لحلول/ تعزيز المواطنة من خلال التعليم”: من أوراق الكتلة الوطنية السورية:

https://syrnb.com/blog/approach-to-some-education-problems/

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top